جبرانيات

جبرانيات

الخميس، 31 ديسمبر 2020

وداعاً يا أحلام ...!

         



                                وداعاً يا أحلام...! 


من خلف شباكي انتظر
اتنفس ضوء القمر
واقول للشمس صباح الخير
واقفز كعصفور مثقل ريشه
بزخات المطر
فأتهاوى كريشة تدحرجت
بثقل الصخر
فاتحسس جيوبي الخاوية
فتنفذ أصابعي
من ثقوب الفقر
ثم أرسم احلامي على غيمة
اثقلتها همومي فرحاً
فزفتها انياب القدر
الى شرفتي المملوءة
بالأماني والزهر
حتى يغدو المساء موحشا
حاملا حفيف الشجر
فاغفوا على طرقات الموت
محمولا على حافات الخطر
حيث لا حب يسعف
ولا حفلات سهر
فتاخذني احلامي بعيدا
حيث لا الخيال ذا نفعٍ
ولا الحقيقة تغتفر
فأعود محمولا بنعش
على اكف البشر
عائداً الى التراب
واللحد والقبر
باسماءٌ محفورة
على الحجر
بنظرةٍ ثم دعوةٍ..
نُوَدَّعْ
ثم بحفنة تراب يتوارى الأثر
فتبقى ذكرانا هي الآتي
من كل ذلك الخبر
فهل يا صاحبي  لذكرانا بقاء
بطول الدّهر ؟
لا ... لا تنتظر ابدا
ما كان بالامس خبراً
واليوم  قد أمسى ذِكَرْ
فكل شيء واقع
إلا الخيال والسِحر.

  ***************

31_12_ 2020

السبت، 12 ديسمبر 2020

ظنون

  



 حين احببتها 


ظننت أن حبي لها هو الوليد
وحين عاهدتها
اثبت أن عهدي هو العتيد
لكني القدر اصر أن
لا أكون سعيد
فعفواً يا حب
ايجوز دستورك
ولادة حب من جديد؟

قبل الرحيل ...Before we go

قصة قصيرة جدا .



 التقي بها صدفة  في محطة المترو المركزية حين كان ذاهبا لاداء مقابلة تدريب على عزف الة الساكسفون متأملا أن يلاقي حبيبته التي فارقها منذ 6سنوات .

لكن رغم انه إحس ببرودها ورغم أنها صفعته واخذت منه اغلى ما يملك وحتى نقوده ، إلا أنه لم يفرط بها ، لأنه تعلم منها كيف يحب أكثر من شخص
وأعطته ما كان يفتقده منذ أن خلق
لذا قبل أن ترحل قبلها وتمنى لها التوفيق ثم شكرها وودعا بعضهما بعد أن غسلت الدموع خطاياهم، متوجهة إلى قطار عودتها من حيث اتت بعد أن فشلت  بإلانتقام من زوجها الذي تحبه كثيرا، لانه كان يغازل ويواعد فتاة أخرى  اكتشفت رسائلهما الغرامية على ايميله

الاثنين، 30 نوفمبر 2020

يوم الشهيد العراقي


 



مهداة للشهيد العراقي 


لك المجد والكرامة والخلود 

يامن كان لك الفداء مشهود

بعزة الباسل المعهود

وبشرف الفارس المولود 

اذقت السم للعدو اللدود

الخميس، 12 نوفمبر 2020

ميلادُكِ

    


                    HAPPY BIRTHDAY 


اليوم عيد ميلاد 🎂🎉🎊

وبحلاة سنين عمرك بكل يوم 

ينعاد 

وبها نحي حبنا بدون ميعاد  ❤


عيد ميلاد🎂🎉🌺🌼

فيها نحتفل بكل الاوقات

ونقول للعتب ارحل 

فالعمر فات 

وما بقى من الحزن إلا الشتات ❤


عيد ميلاد 🎂🎉🌺🌼

فرح وحب 

وكل سنة ينعاد 

وعلى كل ربوة نشعل شمعه 

وعلى كل رصيف نزرع وردة⚘

كي نسمع همسات العذال 

 وبدمعة يهمسون

هذا هو الحب ❤

وهكذا تحسب للسعادة الساعات 


وبكل عيد ميلاد🎂🎉🌼

حبك يزداد  

والخير بكل سنة وبكل وقت عليكِ

ينعاد

🎂❤🎉❤🌺❤🎊❤❤❤❤❤❤❤

  

   


الاثنين، 2 نوفمبر 2020

كتبت تقول : ...

   كتبت تقول :

 لا تُكثر من الكلامِ عِتابا 
فلك من القلبِ نصيباً و مقاما 
ولا تعبث بالوجدِ عبثاً
فمن وهجِ لظاهُ يلفظ إنتقاما

الجمعة، 23 أكتوبر 2020

مجنون فلانة...

 الظاهر انا مجنون بشخابيطي.

بس هم تحمّلوني.... 

   


           (مجنون فلانه ... )




يكولون قيس بليلى

وجميل ببثينة مجنون 

ثاري مو بس ابن الملوّح وابن معمّر 

اني هم  بالحب سموني مجنون 


شلون ما اجن؟

وهي اللي صابتني بنظراتها

بسهم سحر العيون

مو هيج أهل الشعر يكولون ؟ 


وتريدون ما أجن؟

شلون ما اجن؟ 

اذا بمشيتها كل الهيبة

ومن صوت خلخالها اهل الموسيقى

اوتارهم  يدوزنون 


شلون ما اجن ؟ 

واني الّي من عشكها ومن عطر أنفاسها  

من خلقت مسكون 


شلون ما أجن؟

إذا كل بنات آدم من غضاضتها يغارون

وإذا كل اللي يشوفوها ويشوفون حسنها 

بالشماعية يصفون  

  

بس اني فاتنتي مو (بثينة) ولا (ليلى)   

فاتنتي....  (فلانة ...)

و(فلانة... ) بفتنتها كل البشر يحجون 

وتردوني ما اجن ؟


شلون ما أجن و(فلانة...) إذا  

نامت

غابت الشمس وياها وتنطفي كل النجوم

وبغيبتها يختفي كل طعم ويزول كل لون  

 

وإذا صْحَتْ 

مو بس الشمس تصحى 

حتى الكُمر والنجوم .

 وبصبحها يصحى كل الكون 


وتريدوني ما اجن؟  

شلون ما أجن ؟  

  إذا اني مو بس بأحلامي ويا (فلانه...)

 اني حتى  بشخابيطي  اصبحت مجنون .


Astefan Odisho

الاثنين، 12 أكتوبر 2020

نداء. !!!

  



   نداء للطُّغاة 


ها هي النجوم بدأت تنزف

من أصوات الآهات
ومن أنفاس الشتاء تتجمد الهمسات
واللليل البهيم يلقي باهواله
بين طيات المتاهات 

وصوت صفير الهواء متسارعاً
يشق اكفان الرُفات
والدفء يبحث عن مسكناً
لكن ....هيهات

   القمر بضوئه يترنح بين الغيوم
يرسم اشباحا وخيالات
لأناس بالأمس كانوا لصوصاً
واليوم اصبحوا جنرالات

الكل يتهيأ للسُّبات
فها هو الشتاء بقساوته
عما قريب آت

ارحموا من في الأرض
يرحمكم من في السماء
هكذا قالت الأحاديث والروايات

هناك أطفال جياع، عُراة،
لا يعرفون كيف يكون للمستقبل صفات
لايفهمون معنى المحاصصة ولا يهتمون بالتخصيصات
كل همهم أن تملأ بطونهم الوجبات
وان يلتموا تحت سقف بلا شِتات
وان يضحكوا ويمرحوا كاقرانهم
من أبناء الذوات
وان ينعموا من دفء وحنان
في أحضانٍ  الأمهات

لا أن تأويهم التقاطعات
ويفترشون الطرقات
يتسولون الرائح والآتي
في صخب السيارات
عسى ان ينعم احداًعليهم
بعدد من العملات
يسدون بها عوائلهم من رمقٍ
ومن شبح الممات 

فيا أيها الحكام الطغاة
وانتم يا اصحاب العمامات 
إهكذا اوصتكم دياناتكم
تبيعون ضمائركم واوطانكم للغزاة؟
وأن تشبعوا بطونكم
وتغدقوا على انفسكم الملذات
وان تتركوا الرعية بلا رُعاة؟

حتى الكفرة لم يفعلواها
وهم عبيداً لاصنام اللاة 

متى ستفهمون أنكم 

كنتم
ولا زلتم
وستبقون حثالات؟؟

ورب العزة كنتم
ولا زلتم
وستبقون
حثالات

وستبقون حثالات
إلى يوم الممات ..  


Astefan 

السبت، 19 سبتمبر 2020

رحلت

 ‏بعد ان غابت صورتك من  أمامي

سأغمض عيناي والى الأبد 

فلا شيء يستحق الرؤية بعدك . 



يا بُنيّ ..

       نصيحه .. 

                   يابُنيّ 

توخى لومة لائم لئيم. 


فالسقوط في شباكه مصابٌ اليم

وكن حذرا في كل المسالك و الكليم

تحسبا من تصيده السقيم 



وكن في حضرة الفاسد كالحكيم

كي لا يغلبك وانت العاقل الفهيم

كم من عاقل سلبته الهفوة نعمة الحليم 

فبات كمن ابدل الجنة بالجحيم 

 



الجمعة، 21 أغسطس 2020

وأنتهى المشوار .!!

   وأنتهى المشوار .!! 

بين ظلال التلال 
وانغام نسيم عطرها
رقصت اهداب الحمام 
وترنحت زهرات الياسمين
وامتلأ شوق الحب
من رحيق شفتيها 
فاغتسلت حبات رمل البحر
بسحر العيون 
واتمزجت دقات قلبينا معاً
فاصدرت حنينا صاغ 
من آهاتنا شوقاً
إذاب جسدينا بحبٍ مجنون 
فالتحفت بالبحر مآقينا 
وانتهت أحلامنا بين الجفون
فلم تفق إلا بعد ان سكبت 
على شواطئها كل الشُجون
 فبكت النوارس حزناً
وازدادت الأوجاع الماً
بعد أن التفّت اوردتنا عشقاً
فزالت أسامينا 
فما كان من خطوط الشمس بُداً
الا ان تغزل لعقارب الساعة نهاية لكلينا 
وحينها ساد على الكون السكون .

الجمعة، 14 أغسطس 2020

قبل الرحيل



فكان مني بعض الرجاء منها تقربا 

بعد ان غدا الفراق بيننا سبيلا 

فأبت ان ترحل دون عناقي

إستثكاراً لعطر الود النبيلا .



آخر لقاء في زمن كورونا

.                    قصة قصيرة من زمن الكورونا..


 آخر لقاء في زمن الكورونا 

.


   فنجان قهوتي العربية شارف على نهايته بعد ان ارتشفت آخر ما يحلو لي ارتشافه من كل فناجين قهوتي مستطعماً مرارتها ذات المذاق الخاص .


وانا رافع الفنجان إلى أعلى في آخر رشفة ، يشد انتباهي باب الكافتريا وهو يُفتح ليدخل من خلاله رجل وقور في عقده الخامس من عمره حسب تقديري، بشعره الأشيب الذي يحدد صلعه من مقدمة الرأس إلى نهاية أعلى الجمجمة ، بلحية بيضاء ونظارات طبية وهندام محترم ، ببدلته السوداء وربطه عنق بلونها الأزرق الداكن، ذات النقط الصغيرة البيضاء، يحمل مظله مطرية تقيه زخات المطر المتقطعة في ذلك اليوم الغائم والممطر من منتصف تموز.


    وقف لحظة بعد ان تجاوز الباب ببضع خطوات داخل الكافتريا ليغلق مظلته وعيناه تتجول على كل طاولة من طاولات الكافتريا كأنه على موعد مع أحدهم يجلس في انتظاره .

    وبإتسامة عريضه تقدم باتجاهي حتى ظننت أن احد اصدقائه أو معارفه جالس خلفي رغم اني كنت قد اتخذت مقعدا بمحاذات الجدار الخشبي اجلس وحيدا على ذلك الكرسي المصنوع من الالمنيوم ذو المقعد الاسفنجي بلونه البُني الداكن، وخلفي مباشرةً بوفيه الكافتريا بعاملته الشقراء ذات الكاب الأحمر والظفائر الذهبية الطويله التي كانت تصل الى منتصف ضهرها والتي يكاد جمالها ينقط عسلا على تلك القهوة المُرّة .


     كلما كان يقترب كانت ابتسامته تزداد عرضاً ووجهه يزداد بشاشةً ، بدأت أشعر بقسوة ملامح وجهي ، مقابل خفة دمه وبشاشته مستغرباً من تصرف هذا الرجل الذي لا أعرفه ولا اظنه يعرفني ليجلس بجانبي قائلاً لي ، ألَسْتَ فلان ؟ أرد عليه بابتسامة مصطنعة اسف اخي انت تشتبه بي فأنا لست ذاك الرجل الذي تبحث عنه .

    يعتذر ثم ينصرف ، فقد حدث ذلك معي مراراً وتكراراً،  فبعضها صاب و آخر خاب.


يمد يده لي مصافحاً بكل احترام والأبتسامة لم تفارق وجهه .


هلو اسطيفان .. كيف الحال؟ ، وياخذني بالأحضان ، كالذي يظم اخوه أو ابنه الذي أشتاق له لعقود 

كان برودي واضحاً حين مددت يدي له مصافحاً ومعانقاً، لأنني لازلت لم اتعرف عليه .


أهلاً وسهلاً تفضل استريح ، قلتها على مضض.


جلس بكل فرح وسرور ثم بادر بالقول . (الظاهر ما عرفتني) ؟ واضاف قائلا بمزحة ، بالتأكيد لن تعرفني بعد أن اخذ الكِبَرْ منك مأخذاً ، أما أنا فقد عرفتك من نظرتي الأولى، لأنه لم يتغير فيك الكثير سوى بياض شعرك.


بايمائة من راسي وضم شفتاي على بعضهما وعاقداً حاجباي قلت : وكيف عرفتني بهذه السرعة ؟ وانا بلا صُغراً بك ، لم اتعرف على جنابكم الكريم ؟.


وبقهقهه ضمها بداخله ليهتز كل بدنه دون صوت ويعيدا نظارته بسبابته اليمنى إلى أعلى انفه قال .. لا يارجل كيف لا أعرف من صفع أستاذ مصطفى بكف في قاعة الامتحانات النهائية لمرحله الرابع عام ؟؟, في اعدادية الحكمة ؟


قلت والله يا اخي يبدو انك تعرفني حقا أما أنا قد يكون وجهك مألوف لدي ، لكني لا أعرف من تكون بالتحديد ،فأرجو المعذره.


قال : أنا رائد صديقك في الأعدادية . الا تتذكرني؟ .


  في اعدادية الحكمة بالموصل؟؟  قلت متساءلاً .


     قال : نعم اعدادية الحكمة في المنصور .


  فكانت ردة فعلي أن اقف أمامه هذه المرة لأخذه بالأحظان وعناق شديد غير مصدق بأنني سالتقي به يوماً في هذا المكان من العالم،بعد كل هذه السنين من الفراق .


أعادني اللقاء لأكثر من 40 عاما خلت وإلى سبعينات القرن الماضي وإلى شقاوة المدرسة بأيامها التي لاتنسى .

كيف أنسى ذاك الذي كان سندي بمادة الرياضيات التي كانت عقدة حياتي في رحلة تعليمي ، ونحن نبادل أوراقنا خلسةً في الأمتحانات ، لانه كان ذكي في مادة الرياضيات ويكره الشعر والشعراء ، وانا شاطر في اللغة العربية لأنني احفظ الشعر واكتب مواضيع الانشاء بصورة افضل منه لذا كانت درجاتنا متقاربة جداً في هاتين المادتين ، مما جعل منها مصدر شك للاستاذه في تبادل اوراق الامتحانات، و لأننا كنا نجلس متجاورين على مقعد دراسي واحد لسنة دراسية كاملة بعد ان باءت كل محاولات الاساتذه لتفريقنا بالفشل .


ما لايمكن تصديقه هو أن درجاتي عالية دائما في مادة الفيزياء ،فهي الأخرى كانت تعتمد على الرياضيات في اغلب تطبيقات قوانينها ، لكنني لم أكن اتقبل الرياضيات كمادة علمية .

فلولا رائد لما تجاوزت تلك السنة درجة النجاح في الأمتحان النهائي .


نعم فتلك ايامٌ لن تُنسى ولن تتكرر ابداً .


بعد السؤال عن صحة أحدنا الاخر والاطمئنان على بعضنا وبعد ان طلبتُ له فنجان قهوة بسكر زيادة كما يحبها ،رغم انه مصاب بالسُكري ، فهو مؤمن بمقولة (كل ممنوع مرغوب ), تطرقنا إلى ذكريات أيام الصبا في مرحلة الاعدادية وشقاواتنا في تلك المرحلة المليئة بالمشاغبات والقفشات الخفيفة مع الطلبة والاستاذه معاً. 

بعدها تطرقنا لجو ميشيغان البارد شتاءً والممطر اغلب فصول السنة. 

   فقلت : هل تعودت على الجو هنا ؟ 

فقال: نعم 

فقلت وكيف حالك مع الثلج والبرد ؟. 


قال: يارجل( العسكرية) أي الجيش في العراق علمتنا كيف نتاقلم مع كل فصول السنة إينما نتواجد. 


    فقلت: لكنك من أهل الموصل والموصل نادر ما يتساقط فيها الثلج .


    قال: هذا صحيح لكن هناك أحداث خضناها علمتنا كيف نتغلب على ما يستجد من ضروف طارئه في حياتنا حتى وأن كانت مفاجئة .


     قلت : هذا صحيح لكن لا أظن أن الموصل قد اعطتك درسا في كيفية التعامل مع الثلج وهي تكاد ينعدم فيها تساقط الثلج .


     هل عشت في الدول الاسكندنافية فترة علّمَتك الطبيعه هناك قسوة البرد وكيفية التغلب عليها ؟


قال: لا 


قلت : كيف اذاً


حينها قال لي : هل لديك وقت لتسمع ما سأحكيه لك ؟ 


قلت : صحيح أنا هنا لاقضي بعض الوقت لأنني متقاعد ولست مرتبطا بأي موعد أو عمل ، لكن أظن أن الوقت قد تداركنا ، وكما ترى فإن الكافتريا على وشك الاقفال فالوقت متأخر .


فقال.. الحمد لله فالقلوب عند بعضها كما يقال، 

لأني متقاعد أيضا ، كنت هنا لزيارة مؤسسة الجالية الكلدانية لاتمام معاملة( المديكيت) "وهو برنامج ترعاه شركات تأمين خاصة للعلاج المجاني لذوي الدخل المحدود أو للمتقاعدين" ، ومن الظاهر أن مكتبهم مقفل بسبب كورونا ، وبعد أن حاصرتني الأمطار جئت لأمضي وقتاً هنا في هذه الكافتريا التي يعجبني الجلوس فيها بين فترة وأخرى ، حتى تتوقف الامطار وامضي للبيت ، لكن وكما يبدوا أن الوقت مر دون ان ننتبه له 


فقلت :حسنا لنتفق على موعد أخر نلتقي فيه في هذه الكافتريا (palm Sweets) طالما يعجبك الجلوس فيها ونكمل ذكرياتنا الجميلة فالكلام معك له طعم خاص ولا يُمل منه ومنها أستمع إلى قصتك التي بالتأكيد ستكون شيقة . 


قال: حسناً 


ودعنا بعضنا بالعناق بعد ان اتفقنا على أن نلتقي مرة ثانية بموعد حددناه في الأسبوع الذي يليه .


كانت الأمطار متوقفه والسماء كانت تعج بنجومها المتلألأه وكأن تلك الغيوم المشبعة بالبرق والرعد لم تكن هنا منذ قليل.

افترقنا بعد ان تبادلنا أرقام هواتفنا قرب باب السيارة. 


عندما كانت الساعة تقترب من السادسه من مساء يوم الأربعاء 22 من تموز كنت اجلس على نفس المقعد في تلك الكافترياالتي التقيت بها برائد في بلد العم سام لأول مرة .

بدأت عقارب الساعة تتجاوز الخامسه بخمس دقائق ، ثم عشرة ، ثم خمسة عشر دقيقة ، ورائد لم يحظر 

فآثرت ان اتصل به لتذكيره بالموعد عله قد نسي ، فجأئني صوتٌ قائلاً ،أن (( الرقم المطلوب غير متاح حالياً.))


انتظرت مدة 15 دقيقه أخرى تقريباً

واعدت الكرّة بعدها ، لكن الرد كان نفسه ،

توالت المحاولات لمرات عدة لكن دون فائدة ففي كل اتصال كانت الرساله نفسها تتردد .

(الرقم المطلوب غير متاح حالياً ) .

وأنا لا أملك عنه أي معلومة سوى رقم موبايله


مَرَّ ما يقارب 25 يوماً على موعد لقائنا الأول ولازال طنين تلك الرساله في أذني يتردد


حتى رن هاتفي برقم غير معروف 

ليسال ، عفوا هل انت أستاذ اسطيفان؟ .

فقلت : نعم تفظل..

قال : أنا جيمس ابن رائد . 

فقلت أهلا وسهلا بك ولكن ....


قاطعني قائلا: 


كان هناك اكثر من 100مكالمة منك (للمرحوم) والدي في يوم 21 من تموز وما بعده ؟ فانت الوحيد من اصدقائه من يظهر رقمه على شاشه هاتفه منذ ذلك اليوم وإلى اليوم , اقفل الخط بعد إن شعرت أن العبرات قد خنقته .


كم انت لعين يا (كوفيد 19) فبسببك لازال الرقم المطلوب غير متاح .



الجمعة، 24 يوليو 2020

وعد الحر دين

  شعر شعبي باللهجة العراقية الجنوبية
 
 وعد الحر دين ...


من طيبتي
صرت اطبطب على روحي واكللها
يلا .... انتي مسامحة
والمسامح عند الحب ايقونه
وياما دست على الجرح
وسبب الجرح
انتوا كلش زين تعرفونه
وياما زرنا مقامكم بالمضايف
وانتوا حتى بمضيفكم ما ضيفتونا

چا هيچ الوفا ؟
وهيچ الوفي توفونه ؟
چا وين الوعد وبالوعد
عند الحر يوفي ديونه ؟
حيف على التعب وياكم
ومن بعد كل المشاوير
بوسط الدرب عفتونه

الأربعاء، 27 مايو 2020

الحافلة (رقم 6)

  محاولتي الأولى لكتابة القصة القصيرة

    الحافلة رقم 6 ....

في ذلك الحي الشعبي القديم ،له أصدقاء تربطه بهم ذكريات بطعم شقاوة الطفولة .
بعد عودته من آخر زيارته المعتاده لهم ، في عطله نهاية كل أسبوع ، يقف منتظرا الحافلة تحت مظلة الأنتظار سانداً ظهره على صفيح المظلة بلونه الأحمر والمملوء بأبيات شعر غزلية لنزار قباني وأمرؤ ألقيس وغيرهم مع قلوب تخترقها سِهام 💘 تنتهي بحروف انكليزيه لأسماء حبيباتهم ، و بذكريات وتواريخ المراهقين ، وبجانبه اريكة بمقعد ومسند خشبي وارجل حديدية يجلس عليها كهل في السبعينات من عمره بشعره الابيض كالثلج مرتديا بالطو رمادي غامق ذو نظارة طبية تكاد أن تهوى من مقدمة انفه ، يتكأ على عكاز بلون اسود بين رجليه بكلتا يديه التي تتدلى من احداها مسبحه كأنه يعد حباتها بتكرار ممل ومسنداً ذقنه الاشيب عليهما ، محفورة عليه نحت راس أفعى .

هو ..عيناه لاتفارق شاشة موبايله ،ألا عند قدوم الحافلات ليتاكد من خط الحافله (رقم 6 ) التي تقله إلى حي المنصور الذي يسكنه .

ذلك اليوم حدث ما لم يحدث من قبل مطلقا، حين أحس برائحه عطر نسائي قريب منه.

يبقى بسكونه دون حراك خوفاً ان يفسد حلماً طالما راوده مرارا عندما إختلس النظر على إمرأة أربعينيه ذو بشرة بيضاء و جسم ممشوق يدل على اعتناء غير عادي به ، مرتديه فستان اسود يعلو الركبتين ببضع سنتمرات، تشده عند خصرها الدقيق بحزام ابيض يتدلى راس الحزام من جانبها الأيسر ،ومن الجانب الأيمن كانت تتدلى حقيبة جلد طبيعي بعلامة ذهبية لماركة شانيل ، وتعلو فتحة الصدر المفتوحة قليلا ليضهر شيئا من مفاتن نهديها المتعجرفين ، تأطره ُ ياقةٍ بيضاء مطرزة كالتي كانت ترتديها تلميذات المدارس الأبتدائية بزيهم الرسمي في سبعينات القرن الماضي وتلتف حول عنقها بدائرة كاملة ، يتدلى فوقها قرطان ذهبيان كبيران من اذنيها كأنهما ثريتان تضيئان ليلاً بسواده الكاحل ، كما سمحت لبعض خصلات مفرقيها أن تشيب كانها مقصودة لتزيدها هيبة ووقار وشعرها الأسود المشدود إلى الخلف (كذيل حصان ) كما نسميه ، .
تقف بجانبه مقتربه منه بحيث التصق كتفها الأيمن وكتفه الأيسر ببعضهما،غير آبهه بردة فعله.

يحس بالحرج من قربها منه بهذا الشكل المُريب ،رغم انه كان يأمل أن تبقى بقربه ما تبقى من عمره كي لايُفسد حلمه هذا الذي ابتدأ للتو ، لكن ماذا لو انه فجأة ينتقل بخجل كبير إلى الجهة اليمنى مبتعدا عنها ببضع سنتمترات كي لا يجلب انتباه الآخرين إليه ،لكنه يخشى ان يفقد عطرها .
وفي ذات الوقت يخشى أن يستفزها بحركته تلك ، بعد أن تلفتت إليه بعد احساسها بشيء من الإهانة عقب ابتعاده المفاجيء عنها وهي ممسكةً بذراع نظارتها الشمسية التي تزيدها رقة واناقة بأطراف اصابع يدها اليمنى لترفعها فوق
رأسها لتظهر تحتها عينان زرقاوتان مملوءتان بريقا كأنهما كوكبان متلألئان في سماء صافية ، كما كان للزمن أيضاً بصمته برسم خطان تحت تلك العينين ، والتي تدلل على قسوة الزمن وثقله اللّعين

قائلةً : هل هناك ما ارعبك ؟

لا ابداً .

لكنها ترد بنبرة حادة لمعرفة ردة فعله عن تصرفه المزعج لها مستفسرة عن تصرف إن بدر منها اشعره بأنزعاج؟

..عسى أن يمتص غضبها ونفورها الغير مبرر على الأقل بالنسبة له.
قال مبتسماً لا والله ، بل أنا من ظن انه مصدر ازعاج لكِ ،

هل لابد أن أقسم بالله انه لايوجد أي نفور ، فقط خوفاً من ان أكون مصدر ازعاج لها؟ .

رغم أنني واثق أنها سوف لن تكون مطمئنه ولا واثقة بسهولة
وبالتاكيد ستضع
الف علامة اكس (×) أمام قسمي بالله .
لكن لا سبيل لي لأزالة هذه العلامة طالما عيوني تفضحني ودرجة حرارتي المرتفعه التي جعلت من قطرات العرق تتلألأ على جبيني .

كانت تراقبه منذ أن كان يتردد على حيّهم قبل عام تقريبا ، واعجبت به وبهندامه ووسامته فهو شاب وسيم ذو بشرة سمراء وشعر اشعت قصير غزا الشيب مفرقه بعد ان تجاوز الخامسة والأربعين من عمره بلحية خفيفه تتخللها شعرات بيضاء عند الشارب والذقن.

وهو في خضم صراعه ضمن حواره الافتراضي معها ، تبتسم بعد عاصفة الغضب ،
قائلةً : انت أُغرمت بي لكنك تخجل الأفصاح ،


متلعثماً : .... ها... ؟؟؟ لا ... لكن...

اذاً مالذي يأتي بك كل نهاية اسبوع لتقف في هذا الموقف منتظراً ؟؟ .

آتي لزيارة اصدقاء الطفولة

ولماذا من هذا الموقف بالتحديد ؟

لأنه أقرب موقف للحافلة (رقم 6) ومنه العودة للبيت .
حسناً .. أعكس الحالة وانتقل للعيش هنا فتكسب عناء مشوارك هذا ؟

هل لابد أن اقول: رغم أن مشواري هذا ليس بعناء ، بل العكس فهو يشعرني بارتياح شديد طالما أشتاق له ، لكن هذا صعب جدا ها ..؟؟

أم سأقول و بحكم عملي واقامة عائلتي .

تقاطعني بصوت مسموع : هل لك عائلة؟

نعم فزوجتي واطفالي ..... !!.

في زحمة المُترجلين من الحافلة كونها المحطة الأخيرة لهم ، وبين المزاحمين على الصعود إليها تختفي بلمح البصر بعد ان نطق كلمتي (زوجتي
واطفالي) لتنصهر بين الجموع وتختفي ، ليزول معها العطر وإلى الأبد .

اما هو فما زال ينتظر الحافلة( رقم 6 )

Astefan ...2020




الأحد، 19 أبريل 2020

كورونا ....!!!



من شخابيطي..
ء***********
كورونا ....!!!!!
متى تُغادر يا وباءْ
كي أمضي كعهدي عاشقا ً
للصبح
وامارس طقوسي
بهناءْ
أرتشِفُ الحُب بشغفٍ
من شفاه الهواءْ
فأرتقي كنَجمةَ صبحٍ
تُعانِق السّماءْ
أركُنُ قُبلاتي على وجناتها
مُنتشياً بعبقِ
نسماتِ النقاءْ
فتُراقِصُني كَصَبيّةٍ
كغير كُل النِساءْ
أضفر جدائلها
بعيداً عن بؤسِ البقاءْ
في دارٍ سَئِمَتْ جُدرانُه
مِنّا الوفاءْ .