جبرانيات

جبرانيات

الثلاثاء، 27 يونيو 2023

انا والطنانة



       اثناء ممارستي  لرياضة المشي , وصلت إحدى الباركات القريبة من داري وهو يصلح ان يكون ممشى او مسار رياضي سواء للمشي او الهرولة او ركوب الدراجات الهوائية , لنقاء جوه وكثرة اشجاره ونباتاته وسواقيه ؟

وبينما كنت متجاوزا إحدى جسوره الخشبية الصغيرة ( قنطرة ) التي تعبر بك ساقية ماء , حتى باحداهن بالقرب مني تقول : ممكن امشي معك ؟ 

لم اجبها أول الأمر ولا بكلمة ولم التفت اليها إطلاقاً و ظناً مني انها احدى الثرثارات المزعجات الطنانات .

 فقط أشرت بيدي كاني أقول لها اذهبي عني فانت مزعجة .

لكنها الحّت بازعاجها وطنطنتها .

فقلت : ماذا تريدين ؟

اجابت : اريد ان اصاحبك واتلذذ  بك

فقلت غير مبالي . ولماذا تريدين ان تتلذذي بي انا بالذات ؟ 

فقالت:  لانك عراقي ودمك خفيف وحلو .!!

فقلت : وما ادراكي بانني عراقي 

قالت: سمار بشرتك غير الوان بقية الاجناس .

فقلت : وهل انت خبيرة بشرة ؟

فقالت : نعم خبيرة بشرة واختصاص جلدية 

فقلت لنفسي مستغربا : ايعقل بأن دكتورة امريكية تلاحقني  وانا اظنها طنانه مزعجة ؟ فالتفت لارى من وكيف تبدو .

و فاذا بها بعوضة قريبة من شحمة اذني .

  فقلت : لا هلا ولا مرحبا , وبكفخة من يدي , ولت هاربة دون ان تتذوق اي قطرة من دمي 😁🤣😁🤣



الجمعة، 9 يونيو 2023

على بحيرة ( فانيرن )




 

    على بحيرة فانرين .

.احداث  القصة حقيقية ، تم تغير الأسماء الحقيقية  تفاديا للاحراج .


    بسحنته  السمراء وسواد عينيه الحالك مع وسامه وخفة ظل وكارزما ، كان ( جان ) جميل المعشر ، دمث الخلق  جاد على الدوام ، تشعر وانت بجانبه  انك تعرفه منذ زمن   .
هذا الانطباع ، ولّيد  سفرة قصيرة بقارب  على بحيره ،  .  .

   القارب   صغير ليست بجديد ، لكنه غير متهالك ،   يتسع من ثلاثة الى خمسة اشخاص ،


.
تهادى القارب على مياه بحيرة  فانيرن  vänern وهي من أكبر بحيرات السويد والتي تقع عليها ثلاث مقاطعات ومنها مقاطعة ( دالس لاند) .

مدينة( بَنكس فوش ) Bengtsfors.

إحدى مدن هذه المقاطعه والتي يسكنها كل من( جان وعبد)  
هي مدينة هادئه  ترقد على حافة هذه البحيرة الجميلة والمترامية الأطراف وأهلها     طيبون جدا ، اما مناخها قياسا بمناخ وسط  وشمال السويد المتدني الحرارة أغلب ايام السنه  فيعتبر  افضل .

 (يوسف) من مدينة (بلنكس فوشBillingsfors  وهي مدينةتابعه لبلدية بنكسفوش  

 بتروٍِ تمايل القارب مع أمواج البحيرة الهادئه. وعلى أنغام الموسيقى  شق  طريقه بكل نعومة وسلاسة نحو منتصف البحيرة تقريبا .

   شباب وشابات وأطفال ينتعشون ببرودة مياه البحيرة في ذلك اليوم  الصيفي القائض  والنادر في مناخ السويد المعروف بطقسه البارد والممطر بصورة عامة  وبين المشمس في أحيان نادرة جدا .

  ، الشباب والشابات يتسابقون لارتداء الشورتات القصيرة لاستعراض رشاقتهم وعرض اجسامهم تحت اشعه الشمس .فما بال المدينة وفصل الصيف ببدايته ؟ 
  درجات الحرارة بارتفاع غير مسبوق   
  انها فرصة  أهل المدينه ليتمتعوا بأكبر قدر ممكن بصيف قصير جدا ، بالأخص من قبل الشابات وهم مرتدين المايوهات البكيني

   ارتأى "جان" أن يوقف القارب في عرض البحيرة للتمتع ببرودة المياه المنعشة ، والتقاط صور تذكاريه .

"جان"  سبّاح ماهر ومقتدر  لا يهاب المياه حتى الضحله منها ،  بكل ثقه غط في تلك المياه الباردة والمنعشة  ،   "عبد" و"يوسف" اللذان لايعرفان العوم نهائياً بقيا على ظهر القارب  مستمتعين بالمناظر الجميلة التي تحيط بهم، ونسمه الهواء العليل  ومنظر زوارق صغيرة تحاول مجاذيف أفرادها شق طريقهم عبر تلك المياه الهادئة وبين زوارق سريعة تحدث امواجا هادرة بمحركاتها     ..
وسفن صغيرة باشرعتها الجميلة تتمايل ذات اليمين والشمال
لم تكن في نيّة "عبد" أو "يوسف"  التمتع بتلك المياه ، رغم تعرق جسميهما من اشعة الشمس  كما أنها لم تكن ضمن خطتهم  ، ولم يتمنيا  لو انهما يعرفان  السباحة رغم اغراءات الطبيعه.

لا يعرف مالذي دفعه لقبول عرض "جان" بالنزول للمياه من اجل الانتعاش ببرودة الماء .
لم يكن نزول "يوسف" للماء خالي من القلق والخوف رغم ارتدائه ( النجاده )  سترة النجاة ،ولأنها المرة الأولى التي يجازف بها بالنزول إلى مياه بهذا العمق  
.
أحس بانتعاش في تلك المياه الصافيه وبين الضحك والمزح الممزوج بالخوف
بدأت تيارات البحيرة تأخذ "يوسف"  بعيدا عن اليخت فبدأ يستنجد "بجان" ليقربه من الزورق، بعد ان بدأ الرعب ينتابه ودقات قلبه تسابق 

بلحظة أصبح" جان " خلف "يوسف"  مباشرة ، دفعه باتجاه الزورق مهدأًً من روعه مما أشعره بأمان كبير ، فازدادت ثقة يوسف  ب"جان" اكثر .

   تيارات مياه  البحيرة تأخذ الزورق  حيثما تريد ، فيتهادا معها إلى غير هدى .  

قضى الثلاثة وقتا ممتعا وسعيد على مياه تلك البحيرة 

    قبل قرار العودة أراد "جان" أن يتحلى "يوسف"  بالشجاعة مرة ثانية وان يخوض المغامرة مرة أخرى  طالما ابدى شجاعة بالنزول في المرة الاولى

"عبد" كان مًصرّا  بقوه بعدم النزول إلى الماء مهما كانت الإغراءات   . .

 ضحكات  "يوسف" و"عبد"  لا تنقطع لتندر "عبد" ب"يوسف"  ،  وكيف قبل بعرض "جان"  وهو لايعرف السباحة نهائيا .
قال عبد ...  لو غرقت يا "يوسف" لا تنتظر مني أن اتيك بالقارب لأنني لا أعرف كيفية تشغيله  لأنني لم اقد قاربا بحياتي.

قال يوسف . سوف لن احتاجك. 

فطالما "جان" موجود انا لن أغرق.. 

  من غرفة القارب بالاسفل ،  "جان" كان قد انهى مكالمة مع خطيبته في لبنان ، 

 الابتسامة  ارتسمت على وجهه دون انقطاع بعد المكالمة .
لكنه لم يشارك "يوسف" و"عبد" ضحكتهم ونكاتهم.

بدا "جان" هذه المرة  هادءاً تماما  لايعوم كعادته  كأنه في عالم إخر غير عالمهم ، ما خلى من تلك الابتسامة الجميلة على محياه 

الضحك زاد من انتعاش "يوسف"  في ذلك المساء الجميل . وفي تلك المياه الصافية الرقراقة،
مرة اخرى بدأت التيارات تأخذ "يوسف" بعيدا عن القارب 
 دون أن يشعر  وفجأة ينتبه الى انه ابتعد عن الزورق فصاح ب"عبد" ليلقي بالحبل  كي يتشبث  به وليبقى قريباً من القارب لكن عملية القاء الحبل في الماء باءت بالفشل بعد أن أصبح يوسف أكثر بُعدا وبعد أن اخذته تيارات البحيرة  مسافة كبيرة  ، بدأ يستنجد ب"جان"  مرة ثانية ليأخذه نحو القارب

كأن "جان" لم يسمع صيحات "يوسف" ، مما زاد من رعبه ، لذا علا صوته  أكثر فأكثر  . 
.
 "جان" ساكنا تماماً ، لا يتكلم ،   ، ولم يبدي اي ردة فعل. 
ظن كل من "عبد"و"يوسف" انه يمزح ،  سوف يغوص مرة أخرى ويظهر خلف "يوسف" ليدفعه إلى قرب القارب.

ازداد رعب "يوسف" ، ليس من عدم استجابة "جان" لصيحاته  ، بل من حتمية غرقه ،  وان الوضع بات لايحتمل المزح .

بدأ "عبد" منزعجا من عدم استجابة "جان" لصراخ "يوسف"  . لكن دون جدوى
  تيارات البحيرة هذه المرة كانت قد  دفعت "يوسف" مسافه ظنها اميالا

بهدوء ، وابتسامته المعهودة  "جان" غطس كما فعل  من قبل  ،

فتنفس "يوسف" الصعداء وعاد الأمل إليه بالنجاة
هيا يا جان ...   هيا ،.... هكذا كان "يوسف" يحدث نفسه  . متأملا الخلاص من موته المحتوم .
    لكنه تأخر هذه المرة  ، "جان" لم يظهر لا خلف "يوسف"  ولا أمامه
.
طالت غطسته في الماء وبدأ الرعب ينساب إلى أعماق  "يوسف" كانسياب الظنون لاعماق يوسف بحتمية غرقه ، مالم يسرع "جان " لنجدته من جديد  .
   "يوسف" يصرخ  باعلى ما يستطيع
"عبد"     ..... اعتقد ان "جان" قد غرق ،،

لا يا رجل ...   صاح "عبد"  وهو يبتسم مستهزءأ بما قال "يوسف"  ؛ انه ماهر في السباحة وسيفاجئك  ويطفوا في اي لحظة .

كان ذلك هو أملهم المشترك.
 لحظات صعبة مرت .. هدوء ... ترقب .. قلق خوف.... 
 بارتباك صرخ  "يوسف" باعلى صوته : ١ تعال  انقذني يا "عبد"...    "جان" قد غرق... "جان" قد غرق. .... لقد ذهب "جان" يا "عبد"  ... تصرف أنقذني فأنا لا أعرف العوم.

صدمة "عبد"  جعلته كالمجنون على ضهر القارب ،  الظاهر ان جان قد غرق فعلا ،

عبد  لا يعرف من ينقذ ، هل ينقذ "يوسف"   لأنه لأيعرف السباحة ؟ ، أم ينقذ "جان" الذي قد يكون غرق فعلاً ، ؟ لكن كيف السبيل ، وهو لايعرف السباحة ، ولا كيفية تشغيل محرك القارب؟  

    "عبد" على سطح القارب  كالذي  اضاع شيء ثمين ويبحث عنه بلهفة ، يلتفت يمينا وشمالاً ويركض حول القارب وبيده الحبل عسى  أن يرى "جان " فيرمي له الحبل فينقذه ، ثم يذهب  لإنقاذ "يوسف" لأنه على الأقل يرتدي. (سترة النجاة)

"جان" لم يبدي اي اشارة للمساعدة  ، ولم تسمع منه اي كلمة تدعوهم  لليقضة أو الخوف ، او طلب النجدة ، حتى البحيرة تضامنت معه ولم تصدر اي فقاعه هواء تدلل على مكانه.

هل اصبح أيوب ثاني وابتلعه الحوت؟

 ، أم ان حورية من حوريات البحر قد اختطفته ؟ .

  ازداد بُعد "يوسف"  عن القارب كثيرا ، قد تكون عشرات الأمتار لكنه ظنها عشرات الأميال ، لشدة خوفه ، وبدأت المياه تصل مستوى فمه ، بل اصبح  قسما منها يدخل الى جوفه اثناء صراخه .
بين تيار  وآخر،  شعر يوسف  بتثاقل جسمه  وبدأ  كأنه يغوص شيئا فشيئافي تلك البحيرة .
"يوسف"   لم يترك لا نبيا ولا قديسا  الا واستنجد به  فقد  أصبح غرقه شبه محتم.
  بدأ يلوّح بيديه ل"عبد"  كي يسرع بانقاذه ، بعد ان فقد الأمل بصراخه .

 وحيداًعلى متن زورق بسيط، رجل سويدي  تجاوز الخمسين من عمره كان هو الآخر يتمتع بتلك المياه وبذلك الجو الساحر   ، لاحظ أن حركة أحدهم  ليست حركة سباح وان صوته لا يدل على المزح  ،فاتجه نحو "يوسف"  بزورقه الصغير وهو يجهد نفسه بدفع الزورق  بمجاذيفه ليقدم المساعدة ،

   كأن معجزة قد حدثت ، ولايعرف كيف  استطاع "عبد" ان يدير  محرك القارب ويأتي بأتجاه "يوسف"  .

في آن واحد اقترب القارب و الزورق من "يوسف" ; مما زاد من  قوة تيارات المياه التي دفعت "يوسف" بعيدا عن الزورق أكثر فأكثر ،
قال "الرجل العجوز" ..
 اطفيء محرك المركب وا ترك المركب يقترب  ببطء.
.
أفاق "يوسف"  على صوت "عبد" وهو يحاول تهدأته

قال "عبد" .. لقد اتصلت بالشرطة وهاهم قادمون ..

هناك  مروحية ( هليكوبتر ) تحوم فوق البحيرة

وصل زورق نجاة الشرطة النهرية المطاطي 
اقتاد أحدهم القارب نحو حافة البحيرة .

صاحت اخت "جان" بصوت متهدج ..اين "جان" ؟ 
.لم تسمع ردا من احد
صاحت مرة ثانية بصوت أعلى  كأنها عرفت مالذي حدث !
هل غرق "جان" ؟   قولوا لي .

ترك "يوسف" الأمر برمته ل "عبد"  ليوضح لها ما جرى لأنه غير قادر على الكلام اطلاقاً ، فصدمته كبيرة جداً .

بماذا يجيب؟ وماذا يقول  ؟  ، لو روى لهم ما حصل ، لن يصدق أحدا أن من لايعرف السباحة نجى والسّباح الماهر غرق ببساطة .

اقترب أحد أفراد الشرطة من "يوسف"  واحاطه ببطانية لانه كان  مبتلاً بالكامل ويرتجف كهلام في صحن ، 

"يوسف"  انتابته نوبه بكاء لا ارادية 

"عبد"  يواسي ويحكي لأخت جان ما حصل  ،


    "جان"   لازال ابتسامته تلك  راقداً في مكان ما من تلك البحيرة اللعينة، 
                  ولم يظهر إلى يومنا هذا ..........