جبرانيات

جبرانيات

الخميس، 21 أبريل 2022

المنطقة الخضراء

المنطقة الخضراء 



بوابةً للفسادِ أنت

ودارٌ لمَنْ أمِنَ العِقابْ 

وأدْمَنَ المُنْتَشى

وهيئةٌ للفسادِ بُتِ

وحاضِنةً للمُرتشى 


ففي غرفكِ بيعَت 

الأخلاق   

وبينَ ازقّتُكِ أُمْتُهِنَ

النّفاق

واسواركِ إرْتَفَعَتْ

حِمايةً للسُّراق 

حتى باتَ الفُجور على 

أرْصِفَتُكِ لايُطاقْ 


مدرسةٌ للعمالةِ انتِ

بشهادة الشُّرفاء

بِعتي وَفاءَكِ  بذلَّةٍ 

لأتفَه الغُرَباء 

و سكّينَةَ خاصِرَه

أمْسَيتِ لِكُلِ النُّجباءْ

فَنَفَر مِنكِ الجّبابِرة 

وسَكَنَكِ الجُّبناءْ  


يَتَزَعّمُكِ المُحْتَل

لِذا كُلُّ شيءٍ فيكِ 

.....مُبتذلْ 

...لا يُحتمل 

العالِم فيكِ... مُعْتَقل

الكِذب فيكِ... مُفْتَعل

المُفكّر فيكِ... مُنْتَعل

إلا الفاجِرُ..... فيكِ...مُبَجَّل


العمالةُ فيكِ مُبْتغى 

والتَّبعيّه لَديكِ مُرتَجى 

والخِيانةُ  شيمَتُكِ

حتّى في ساحاتِ الوَغى 


كُلّما تَقَدّم الزّمَن 

زادَتْ فيكِ المِحَن

وإمتَزَجَ حُبُكِ بالعَفَن 

وتَجَلَّتْ فُنونُكِ بالفِتَن

حتى إنقَلبَ الفَرَح إلى شَجَنْ

  

   كرامَتُكِ أُهينَت بَين الأُمَم

فَقَدْنا فيكِ الهِمَم 

وعَبَثُكِ بالقِّيَم 

كَما ماتَت فيكِ  كُلّ الشِّيَم 


بَراءةُ الأطفال مِنكِ زالَت 

والمُروءَة بكِ إسْتَحالت

والأنا فيكِ فاضَت

وحتى الرُّجولةُ فيكِ ماتَت 


لِلوَقاحَةِ فيكِ أمْسَتْ مَكانة

والرَّزانة عِندَكِ  اصبَحتْ مَهانة

وأمّا الرّذيلة فَبِكِ مُصانَه 


بالأمسِ كانَتْ فيكِ الحَضارةُ 

عِلمٌ وبُنيان 

واليومَ باتتْ 

هَدمٌ وطُغيانْ

  بَعدَ أن غَدَرَتْ بِكِ

جارةَ السّوء إيران

أما انتَ ايُها الإنسان

فَبَيْنَ روادها بُتَّ مُهان

وبَين السّماسِرة أنت َ

بِضاعةٌ في دُكّان 

لاتَحْتَمِلُكَ رُفوفٌ 

ولا يَزِنُكَ ميزان

ساحَةٌ للحروبٍ أنتَ 

ولِلرّمْي أصْبَحتَ مَيْدان

وللتّجارُبِ في مُخْتَبَراتِها

أمْسَيتَ جُرذٌ مِن الجُرذان  

ألأمْنُ لَديكَ مُغْتَصَبْ 

كَما هِي الحُرّيةُ  وألأمان 


مُعَمّميها شَوَهوا 

صورةَ الله فيكَ

وحمّلوا قُبْحُهُمْ عليكَ

وتَسَتَّروا بِحُبّهم لَك

مِن فتاويهم أشْبَعوكْ 

مِن جَهْلِهم غَذّوكْ

ثُمَّ في مَتاهَتِهِم تَركوك


رُوّادَها .....

لا يَتَوانونَ لَحظةً بِغَدْرِكْ

ولا يَهتمونَ بثانيةٍ مِن عُمرِكْ


فإن سَايَرتَهُمْ

أكْرَموكْ

وإنْ عادَيتَهُمْ

أذَلّوكْ 

وَمِن قَذارَتِهِمْ 

سَقُوكْ 

  

فَمَتى ماشاؤا 

مِن حِقْدِهِمْ زادوا

وأينَ ما حَلّوا أفْسَدوا 


الجُّبُنُ مِن خِصالِهِم 

والخيانةَ مِن طِباعِهِم 

جَنّاتِهِم في فُروجِهم 

والمعصيةُ مُروجِهِم 

والفَحْشًاءُ شيَمِهِم

  

مِن سَفَلةٍ أذِلّاء

إلى قادةٍ ونُبَلاء

لكِن كُلّهُ بِرِياء

والإنسانِيّةُ مِنْهُمْ بَرَاء 


  مِن جُرذانٍ وَحُثالات 

إلى قادةٍ وجَنَرالات 

الوّطَن بِيعَ بالمزادِ

والطائِفيّة أصْبَحَتْ  لَديهِم زاد

أما الكُرْه فَمِنهُم المَداد

والوَيل لِكُلِ  مُعارِضٍ ومٌعادِ 


سُكّانُها  ......

فيما بَينَهمْ سُفهاء

في الشّدائد جُبًناء

فَقَط على المَنابرِ أجِلاء 

لايُرتَجى مِنهُم ثَناء

لا في السٍّراءِ ولا في الضَراء 

ولا لِراياتِهم سَناء 


فَخيرُ ما يُنعتوا بِهِ 

إنهم أرخَص 

العُملاء  

فَهَل مِن يَزيد 

لسُكّان المَنطقة الخَضراء..؟