جبرانيات

جبرانيات

الخميس، 23 نوفمبر 2023

مهلاً يا وطن




مهلاً يا وطن


دعني احملك معي أينما ذهبت . حتى لو تطلب أن احملك في حقيبتي إلى وقت الممات ،
انت داري وسقفي حتى لو كنت مطعون وجرحك نازف ، ساحاول مداواتك بما املك من صبر وقوة وكرامة ، ومواساتك بكل الامك ،بلا ملامه ، ساضعك في الواجهة ، على مفترق الطرق، ليهتدي إليك كل ضائع ، وكل جائع وكل مثقل بالبضائع ، فأنت اول ناطق، واول كاتب واول صاحب عجائب
أنت السند ، والفكر من تاريخك اتقد ، والعلم فيك وُلد .وكنت للحرف مهد .
ساسهر الليالي كي ادفع عنك البلاوي ، وأستُرك من كل عاوي ، وكل ناقص من الفكر خاوي ، وكل ذليل للعدو ساعي . وكل مَن مِن الكرامة ذاوي ، ومن العلم صاوي .
ساجعلك صافي ، ومنهلا للتعافي.
ساجعل من نخيلك رمزاً ، ومن نهريك مجرىً لدمي ، ومن جبالك منبرأ لكلمتي، ومن سهولك مسرحاً لعروضي ، ومن ترابك ذهباً لأحفادي ، ومن نفطك نهراً ثالثاً ابد الدهر لن ينضبَ .
سيعود الكلدان بعلمهم وعلومهم كما يجب ان يكون . والاشوريون بقوتهم عن حدودك يدافعون . والأرمن بفنونهم يتفننون والعرب بادبهم يبدعون . والكرد بتراثهم يزخرون .
سنجعل من كل عمامة حمامه
ونضع لكل سيد لجامة
ولكل رجل دين علامة
ونجعل ماوى أهل الفساد في القمامة .
اما انت
فسنجعل منك سيدا للاسياد
مرفوع الهامة إلى يوم القيامة.

الاثنين، 13 نوفمبر 2023

الأطلال




           الأطلال....


مررت بالدار  فاذا الأطلال

 تبكي شوقاً على فراق الأحباب 

جاورتها نذرف الدموع  حيناً 

عسى أن تُفتح الأبواب

  

سالت .... متى غادروا ؟

قالوا .... منذ ان غزوا الاوباش الديار  

رحلوا بلا إياب


سألوني.....  من تكون ؟  

قلت ...هل رأيتم 

 أثار الطرق على الباب ؟ 

قالوا ....نعم 

قلت

هذا بعد ان كلَّ متني

 دون أي جواب 


استحلفكم بالله  هذا الدار 

بعد رحيلهم ان لا يسكنه الأغراب 

كي لا يزول عطرهم من الجدران  

ويتشبث بكم العتاب

فلا زلت ارى طيفهم يطفو على الحيطان 

ناثراً ذكرى تذوب لها القلوب وتُسبى الألباب 

 

جلستّ انتظر .... 

هل سيأتي القمر ليسكن شرفاتهم كما كان 

ام غادر هو الآخر بعد ان طال الغياب ؟


 

هل لازالت الطيور في صباحاتها تغرد كآهاتهم 

ام هي الأخرى هجعت ورضت بالغياب ؟


يا ترى  الازال النرجس

كعهده يتراقص على الثغر وعلى  

ألاهداب ؟

وفي كل بسمة أو كلمة عتاب ؟  

وهل لازالت ظلال التوت وافرة 

كما في مواسم الاعناب ؟ 


اسألوا النجوم 

كم بكينا وغنينا وضحكنا 

عند الناصيه

وكم قبله في غفلة 

خطفت على عتبة الباب ؟


عَهْدُنا 

أن نبقى روحاً  بجسدين 

لانفترق  حتى نوارى التراب 


ولازلنا على ذاك العهد 

رغم البعد والعذاب ٠

حتى يصدر القدر أمراً

مختوماً يختم  ربّ الأرباب. 


       وما برحتُ اطرق  واطرق. 

         عسى أن أسمع  جواب ..


Astefan Odisho