جبرانيات

جبرانيات

الجمعة، 12 نوفمبر 2021

شكراً للمعلومة ....( قصة قصيرة)

           

  قصة قصيرة 

   


      قصة قصيرة بعنوان .. 


                        شكراً للمعلومة. ...                                


      إستقلّ الحافلة من المحطة الرئيسيه الى العاصمة .

       هي الزيارة الأولى له بعد مغادرته لموطنه الأصلي ، لظروف بلده الصعبة بعد الحرب ، طلباً للاقامة.

        لا يجيد لغة البلد المضيف لكنه يسعف نفسة بالإنكليزية  من خلال تعليمه في بلده الأم .

    يقترب من الخمسين ، وهي في مقتبل عمرها حسب تقديره ،  شعرها الأشقر وبشرتها الناعمة البيضاء،  ولون عينيها الخضراوين، كأنهما من الأحجار الكريمة بقزحيتها الخضراء وبؤبؤها البُنّي الداكن يسبحان  في بياضٍ ناصع ، وتلك الرقبة الطويلة ورشاقة ساقيها الملتوين على بعضهما والظاهر منهما إلى الفخذين تحت ذلك الرداء الأصفر المزركش بالدانتيل .

      لايمكن ان تكون قد تعدت الثانية والعشرين من عمرها . 

 تجلس إلى جواره عند النافذة ، بيدها كتاب تقرأ فيه وهو أيضا بيده كُتيّب صغير يقرأ فيه عن أحد ابطال الحركات الثورية أثناء الأحتلال الانكليزي لبلده.

     كانت الإبتسامة لا تفارق وجهها وهي ترمقه بنظراتها المتكررة .

     انتبه لها وبادلها الابتسامة مراعاةً للذوق ، فبادرته السؤال بالانكليزية والابتسامة لازالت على وجنتيها ،كأنها عرفت انه غريب عن هذا البلد . 

      لماذا تقرأ بالعكس ؟ فرد عليها مبتسماً ، بل أقرأ بالشكل الصحيح لأن الكتاب ليس بالإنكليزية .

       قالت : وما اللغة التي تقرأ بها ؟.

       قال : أنها العربية التي نبدأ القراءة والكتابة من اليمين إلى اليسار ، بعكس اللغة الإنكليزية.  

       قالت باستغراب وكأن المعلومة تصلها لأول مرة ، اذا اللغة العربية تقرأبالعكس من اليمين إلى اليسار  ؟ 

قال : نعم .

همهمت مع هزة رأس....(هممم ) .... صدقني كنت اظنك تقرأ الكتاب بصورة معكوسة ،  اعذرني لفضاضتي ،

قال : لاعليكِ فذلك يحصل غالباً.

      شكراً ، قالتها وعادت إلى كتابها تقرأ والابتسامة لم تفارق وجهها .

       الطريق الى العاصمة طويل  يستغرق بحدود 6 ساعات لذلك طوت كتابها وأمالت رأسها نحو الشباك وغطّت بنوم عميق بعد أن غلبها النعاس اللعين .


        إنكبّ على كُتيّبه الصغير مسترسلا في مغامرات بطله املأ في أن تعود إلى محادثته بعد ان تفيق من غفوتها . 


       كعادته كلما تصفح كتاباً أو مجلةً في سفراته تأخذه الغفوة.

  

      أفاق قبل وصول الحافلة الى محطتها الأخيرة لكنه تفاجأ بخلو الكرسي(الى جانبه )، إلا من قصاصة ورقية، موضوعة على المقعد ، طار فرحاً ، فكر وهو يبتسم قبل ان يلتقط الورقه "بالتأكيد فيها رقم تلفونها او عنوان موعد غرامي "

        لأول وهله لم يصدق المكتوب على الورقه ، قلبها. كان الظهر فارغا، اعاد قراءة كلماتها التي خطتها بعناية 


Thanks for the information.   Bye.     

                   شكرا للمعلومة .... وداعاً 


12/ Nov /2021 .




      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق