لأنهم للكراسي ساجدين ..!!!
عند زيارة الموتى في بلدي
تجد اجساد الموتى لا تستلقي على الأرض، بل تتطاير نتفاً في السماء
والنعوش ملأى بشباب يافعين ، قدرهم انهم ولدوا في وطن يسحق بحجر الرحى
دماء تنزف .!
ارواح تزهق .!
دورٌ تهجّلر واخرى تُدمَّر
وللموت حضور في كل زمان ومكان .. بين الازقة ..على الأرصفه..وعلى الأسره
حتى في تعازي الموتى يولد موت جديد
لا بسمة على شفاه الاطفال
لا وردة في احضان عروس
لا ذكريات تخلّد، لا على حجر ولا على جذع شجر
دموع تذرف ..وشموع توقد ، ليس لأرواح الشهداء ، بل لأمل ممنوع في يوم مجهول
لا سكون
ولا هدوء ، لا في الأحياء ولا في الأموات
لم يعد الأطفال بحاجه لقصص تبعث فيهم النعاس ، فالحكايات لم تعد تروى
نحن اصبحنا الحكاية
فهي على صفحات كتبنا وعلى الأرصفة في طريق مدارسنا
وعلى موائدنا وحتى في مضاجعنا ، لا بل حتى في احلامنا
أما رنين الساعه ، فلا حاجة له لأيقاضنا صباحا
فابواق الموت في كل صباح تصدح معلنة ولادة شهيد جديد .
الامهات ثكلا
الزوجات ارامل
البنات عانسات .. مغتصبات
الشباب عاطلون يائسون
الأطفال مشردون
الرهبان عاجزون
الملالي فرحون
زمن فيه كل شيء يسير بالأتجاه المعاكس
وزارات ... مجالس ... دستور .. علم ... شرطة ... جيش
كلٌ عن معناه الحقيقي زائف
لا سلطة على المتسلطين
لا نظام للفوضوين
لا دستور للمسؤلين
لا حدود للمتسللين
لا خدمات للمواطنين
لا رادع للمفسدين
لا نهاية للارهابيين
فالكل ُ منها غانمين
حتى اصوات أجراس الكنائس توقف واستبدل باصوات المدافع
لا حرمة للكنائس ولا للمساجد ولا للكتب السمواية
فكلها استبيحت
لأنهم للكراسي ساجدين ..!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق