سألوني إن كنُتُ أعرفها ...
قلت : أوصُفوها !!
قالـــلوا : سمراءُ ذو عيونٍ كَحيلة
لها قامةٌ كنخلةٍ نحيلة
طِباعُها وأخلاقها نبيلة
إذا نَطقَتْ . الشَّهْدُ من فاها سال
وإن ضَحكَتْ .. تسحُرُكَ بالخيال
وإن بَكَتْ .. ناحَت وشكت من حُزنِها الجِبال
قلت : وأين تسكُنْ ؟
قالـــــلوا : في قلب الأُم .. ولها جدولان
الأول يسقي الأرض ....والثاني يروي الإنسان .
قلت : وما خبرها ؟
قالــــوا : إبتلت بجُبناء
باعوا سُهولها للغرباء
قطفوا أزهارها ورموها في العَراء
وسَحقوا سَنابلِها بأرجل العُملاء
وباتَ أبناؤها في دارهم كسجناء
قلت وماذا بعد .؟
قالــــــوا : تَحْكُمُهُم ْسيوف الإرهاب
وأقدارهم متخفية خلف كُلِّ باب
لاثقة لهم سوى بربِّ الأرباب
فهل عرفتَ من تكون .؟
قلت : نَعم ْ.!
إنها بنت سومر وبابل وآشور
فتاريخها مذكور منذ عصور
لها أبناء إن إنتَخيتُهم تحوّلوا الى نُسور
فأخيها الأكبر كلكامش ينتظِرُ العبور
من على ضِفاف نهر فيشخابور
فهو ابيٌّ ومِقدام وجَسور
سيُدافع ُعنها ويحْميها من كُلِ كلبٍ مسعور
انتظروه ... وإن غاب طويلاً .. إلا أن لعودته فُصول
فأمطارُ شتائهِ غزيرةٌ ستُغرِقهم بالهُطول
وبشمس صيفهِ سيحرقُ كلُ سارقٍ مسؤول
وبربيعهم العربي سيقذفهم للمجهول
وسيجعلهم يتساقطون كأوراق الخريف الذّبول
إنه العراقي ...!! الذي لن يُسلّم أمره للمجهول
فإن ضاقت به السُبُلْ
يتوسَّد الجِبال ويلتَحِف السُّهول
~~~~~~~~~~~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق