فسقط المُهرّج ميتا ً..........!!!!!!
كل حياته كانت من أجل إسعاد الآخرين ، لذا قرر ان يعمل مهرجا ً كي لا يبتعد عن اسعاد الناس وكي يبقى ملتصقاً بهم لأسعادهم اكثر ويحقق حلمه بسعادتهم .
هكذ كانت فلسفته في الحياة . لا شيء اعظم من حب الآخرين واسعادهم حتى لو كان ذلك على حساب حزنه العميق الذي لم يدركه يوما ً احد .
كان له طفلاً يانعاً ، تركته امه التي احبها حباً جماً بعد ان ماتت بحادث سير اثناء عودتها من عملها من دار رعاية الأيتام . هذا كل ما كان يملكه في هذا العالم ، قلب كبير ....وطفل صغير ...وذكرى حب عظيم.... وملابس مهرجين .
خرج الطفل يلهو مع اقرانه على الرصيف ، والأب في المنزل يتهيأ للذهاب الى السيرك كعادته كل يوم ، ليقدم عرضه الشيّق فيغرق القاعة بضحكات الجمهور المدوية .
سمع صوتاً مدوياً وصُراخاً اتياً من خارج المنزل ، فتوجه مسرعاً نحو الشارع ليقف على جثة ابنه الوحيد بعد ان دهسته سيارة مسرعة يقودها شاب ثمل .
حمل طفله بين ذراعيه وهو يرتدي ملابس المهرجين وسط دهشه الآخرين وسخريتهم من مضهره لانهم لم يكونوا يعلموا بوضيفته مسبقاً ، فلم يسمعوا منه اي كلمة ولم يذرف حتى دمعة واحدة حينها .
فأي عزاء يواسيه ؟
.........
.........
صعد الى مسرحة المعتاد ككل يوم وهو حزين ، فضحك الجمهور ... ثم نفض التراب المتبقي من دفن ابنه من يديه ، فضحك الجمهور اكثر .. ثم نظر اليهم وهو في قمة حزنه فسقطت دمعة من عينه، فازدادت ضحكة الجمهور وملأت المكان ..
فسقط المهرج ميتا ، فوقف الجمهور مصفقا بحرارة،
ولم ينهض بعدها .
....... ******************* .......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق