جبرانيات

جبرانيات

الأحد، 23 أكتوبر 2022

لظى الوجد

     


حينما أهْرَقَت السماء

من بهائها شُهَبا
طَغى على كوكبِ
الأرض نوراً
من جمالها طَرَبا
وخوفاً عليها من السوءِ
والسطوِ والسَّلِبا
بَنَينا لها مِن الأحشاءِ
لَحْداً وقبرا
وعلى مِحرابها نَثرنا البُخورَ
وأقمنا طُقوساً للحبِ
دامَت دَهرا  
فأسْهبتِ الأشواق  بالغرامِ
وانطلقت  السَّجايا
حُباً وفرحا
فنَكأَتْ جِراحاتٌ كانت مُندّمِله
دماءُها مابرحَت تَنْسكبا
فمُحِيَتْ على إثرِها كُلَّ النُدَبا

كفراشة أثقلَ
الندى اجنحتها
فجنحت على الوجنتين
بالوان طيفٍ 
إمتزج ببريق مُقلتيها
فشعَّ من مُحياها
نوراً مُلتهبا
ونارٌ من لُظى وَجدِها
مَكَثَتْ دَهرا ً
بينَ لحظةٍ وأخرى
أمْسَتْ سُكوناً مِن
حينها مُنطفِئا

يا تُرى..  أتَسْتكينَ عواصِفَ
الحُبِ المُشْتَعلَا ؟
أَمْ سَتنداحُ من لهيبهِ المُستعار
لَهَبا؟

بالله ياسماءُ كُفِِّ
   نجومُك تُزاحِم  غِمار
حُبٍ قد رَمدا
وجذوة قلبٍ من تحت الرّمَدِ
ما بَرِحَ يتلظى مُتَّقِدا ..

 

الجمعة، 19 أغسطس 2022

( حلم .... )

من شخابيطي     

                               حلم     

حلم 
بالأمس حَلمتُ أنني على زقّورةٍ مُعلّقة

بَينَ اللأرضِ والسّمَاءْ

سُكانها عُظَماءٌ بِلا رِياءْ

تَسْطُعُ وجوهِهم نوراً بشُعاءْ

جُلّ شيوخِهم حُكَماءْ

ورِجالِهم ذو بأسٍ أشداءْ

أمّا أطفالِهِم فَنَوابِغَ عُلماءْ

جميلاتٌ نِسائِهم ..كُرَماءْ

لامَكانَ بَينَ شُعوبِهم ...للبؤساءْ

هُمْ مِنْ لَحْمٍ ودَمٍ

لكِنّهُم لَيسوا كَسُكّانِ الأرض

يَتَقاتَلون فيما بَينهِم بأشتِهاءْ

 

سألوني مَن أنت ؟

قلتُ....

أنا حَفيدُ مَن قادَ أجدادي نَحوَ المَجدِ

وَبنا أكبر إمبراطوريه مابَرِحَتْ تنداح

 فَضاقَتْ بِها حُدودها الشرقية .. والغربية

وحفيدُ مَن وَضَعَ القوانينَ بِدستورٍ مُستَوحى

 مِنْ قِيَمٍ رِبّانية

وحفيدَ مَن عَلّموا الكَونَ

الحُروفَ الأبجَدية

ومَنْ أفنى حَياتِهِ مِنْ أجل نَبتةٍ

لِيُخَلِّدَ أخيهِ في الأِنسانية

وبِعجائبِهِمْ بنوا ابراجاً

كادَتْ أن تَتَخَطّى الجاذبية

وسَبَروا أغوار الفَضاء

بعُلومِهم الفلكية

بحروفِهم المْسماريّة...وثّقوا عُلومهمْ

ونَشَروا ثقافَتهِمْ باللّغة الكلدانية

وأجْمَلُ ما فيها أنها

إلى اليوم في لُغَتِنا مَحْكيّة

قالوا ..هلْ أنت بابلي ؟
قُلتُ...نعم

قالوا ... وكَيفَ هِيَ ...؟

أجَبْتُ مُطَأطِأً....!!!

حُكّامَنا...عُمَلاءْ ....حَراميّة

قادَتَنا ...خَوَنة.. هْتليّة

جُيوشَنا ...ذُيول ... وميليشيّات إرهابية

عُلماؤنا خَريجوا حُسَينيّاتْ

بِشهاداتِ المَرجعيّة

كأننا مُحافظةً إيرانية

حُقوقَنا مَسْلوبة

ابتداءً بالحُرية

 و إنتهاءً بالكَهرباءْ الوَطَنيّة

 

بَكْدادا

لمْ تَعُدْ دائرية

والبصرةُ الفَيحاءْ

 ما عادَتْ نشْميّة

 

أما نينوى الحَدباءْ..

فإسْتَبدَلوها بالدّاعشيّة

 

زاخو ...أصبحت مَيدانَ رَمي

 للطائراتِ التُركيّة

وَرَغْمَ أستقلالية كُردستان... لكنها

مازالت بعيدةً عَنْ الدّيمُقراطية

 

قالوا ... وَماالدّيمُقراطية؟

قلتْ ....

مُمارَسَةً مَشبوهَه جَلَبوها لَنا الأمريكان

كَهَديّة

بَعدَ أن وَهَبْنا وَطَننَا بالمجّانِ

لِمَنْ عاهَدونا

بخلاصِنا مِنَ الدّكتاتورية

فَجَعلوها كَمُخَدِّرٍ لأفكارِنا

نَسْتَكينُ بِها عَلى وعودِهمْ الوَهميّة

ثُمَّ سَألوني ...

وَماذا عَنْ بُرجِ بابلٍ

والجَّنائنْ المُعَلّقة ؟

فَقُلتُ.... أصبحت في خَبَر كانْ

لاتُذْكَرْ إلا في حِكاياتِ

كانْ ياما كانْ ...

كانَ في قَديمِ الزّمان

 

والنَّهرانْ العَظيمانْ

كَفّا عنْ الجّريانْ

 

 وسَألوني عنْ بوابةِ عِشتارْ ..

أجبتْ ....

سَرَقوها ألألمانْ

وَحَفَظوها في مَتاحِفِهم

 

 قالوا ... وَهَلْ أعتُموها

قلتُ ....لا

بل، تَخَلَّينا عَنها

 بِحُجَّةِ الأمانْ

لآخرِ الزّمانْ .

 

ثم على منبه الجلاكسي

عُدتُ حيثُ حضارةِ الغابْ

 في الزّمانِ ... والمكانْ

 

Astefan ..Ml.     2022 -20-8


  

  

   

  

الخميس، 21 أبريل 2022

المنطقة الخضراء

المنطقة الخضراء 



بوابةً للفسادِ أنت

ودارٌ لمَنْ أمِنَ العِقابْ 

وأدْمَنَ المُنْتَشى

وهيئةٌ للفسادِ بُتِ

وحاضِنةً للمُرتشى 


ففي غرفكِ بيعَت 

الأخلاق   

وبينَ ازقّتُكِ أُمْتُهِنَ

النّفاق

واسواركِ إرْتَفَعَتْ

حِمايةً للسُّراق 

حتى باتَ الفُجور على 

أرْصِفَتُكِ لايُطاقْ 


مدرسةٌ للعمالةِ انتِ

بشهادة الشُّرفاء

بِعتي وَفاءَكِ  بذلَّةٍ 

لأتفَه الغُرَباء 

و سكّينَةَ خاصِرَه

أمْسَيتِ لِكُلِ النُّجباءْ

فَنَفَر مِنكِ الجّبابِرة 

وسَكَنَكِ الجُّبناءْ  


يَتَزَعّمُكِ المُحْتَل

لِذا كُلُّ شيءٍ فيكِ 

.....مُبتذلْ 

...لا يُحتمل 

العالِم فيكِ... مُعْتَقل

الكِذب فيكِ... مُفْتَعل

المُفكّر فيكِ... مُنْتَعل

إلا الفاجِرُ..... فيكِ...مُبَجَّل


العمالةُ فيكِ مُبْتغى 

والتَّبعيّه لَديكِ مُرتَجى 

والخِيانةُ  شيمَتُكِ

حتّى في ساحاتِ الوَغى 


كُلّما تَقَدّم الزّمَن 

زادَتْ فيكِ المِحَن

وإمتَزَجَ حُبُكِ بالعَفَن 

وتَجَلَّتْ فُنونُكِ بالفِتَن

حتى إنقَلبَ الفَرَح إلى شَجَنْ

  

   كرامَتُكِ أُهينَت بَين الأُمَم

فَقَدْنا فيكِ الهِمَم 

وعَبَثُكِ بالقِّيَم 

كَما ماتَت فيكِ  كُلّ الشِّيَم 


بَراءةُ الأطفال مِنكِ زالَت 

والمُروءَة بكِ إسْتَحالت

والأنا فيكِ فاضَت

وحتى الرُّجولةُ فيكِ ماتَت 


لِلوَقاحَةِ فيكِ أمْسَتْ مَكانة

والرَّزانة عِندَكِ  اصبَحتْ مَهانة

وأمّا الرّذيلة فَبِكِ مُصانَه 


بالأمسِ كانَتْ فيكِ الحَضارةُ 

عِلمٌ وبُنيان 

واليومَ باتتْ 

هَدمٌ وطُغيانْ

  بَعدَ أن غَدَرَتْ بِكِ

جارةَ السّوء إيران

أما انتَ ايُها الإنسان

فَبَيْنَ روادها بُتَّ مُهان

وبَين السّماسِرة أنت َ

بِضاعةٌ في دُكّان 

لاتَحْتَمِلُكَ رُفوفٌ 

ولا يَزِنُكَ ميزان

ساحَةٌ للحروبٍ أنتَ 

ولِلرّمْي أصْبَحتَ مَيْدان

وللتّجارُبِ في مُخْتَبَراتِها

أمْسَيتَ جُرذٌ مِن الجُرذان  

ألأمْنُ لَديكَ مُغْتَصَبْ 

كَما هِي الحُرّيةُ  وألأمان 


مُعَمّميها شَوَهوا 

صورةَ الله فيكَ

وحمّلوا قُبْحُهُمْ عليكَ

وتَسَتَّروا بِحُبّهم لَك

مِن فتاويهم أشْبَعوكْ 

مِن جَهْلِهم غَذّوكْ

ثُمَّ في مَتاهَتِهِم تَركوك


رُوّادَها .....

لا يَتَوانونَ لَحظةً بِغَدْرِكْ

ولا يَهتمونَ بثانيةٍ مِن عُمرِكْ


فإن سَايَرتَهُمْ

أكْرَموكْ

وإنْ عادَيتَهُمْ

أذَلّوكْ 

وَمِن قَذارَتِهِمْ 

سَقُوكْ 

  

فَمَتى ماشاؤا 

مِن حِقْدِهِمْ زادوا

وأينَ ما حَلّوا أفْسَدوا 


الجُّبُنُ مِن خِصالِهِم 

والخيانةَ مِن طِباعِهِم 

جَنّاتِهِم في فُروجِهم 

والمعصيةُ مُروجِهِم 

والفَحْشًاءُ شيَمِهِم

  

مِن سَفَلةٍ أذِلّاء

إلى قادةٍ ونُبَلاء

لكِن كُلّهُ بِرِياء

والإنسانِيّةُ مِنْهُمْ بَرَاء 


  مِن جُرذانٍ وَحُثالات 

إلى قادةٍ وجَنَرالات 

الوّطَن بِيعَ بالمزادِ

والطائِفيّة أصْبَحَتْ  لَديهِم زاد

أما الكُرْه فَمِنهُم المَداد

والوَيل لِكُلِ  مُعارِضٍ ومٌعادِ 


سُكّانُها  ......

فيما بَينَهمْ سُفهاء

في الشّدائد جُبًناء

فَقَط على المَنابرِ أجِلاء 

لايُرتَجى مِنهُم ثَناء

لا في السٍّراءِ ولا في الضَراء 

ولا لِراياتِهم سَناء 


فَخيرُ ما يُنعتوا بِهِ 

إنهم أرخَص 

العُملاء  

فَهَل مِن يَزيد 

لسُكّان المَنطقة الخَضراء..؟

الخميس، 24 مارس 2022

ذكرى وتاريخ...

 

ذكرى وتاريخ 


لم أنتظر يوما هذا التأريخ
لأتذكر
في حلبجه كان القدر

               ومن سررسنك

                جاءني الخبر  

         أنه في حلبجه كان القدر 

ضاع السند

 كسر  الضهر 

لن أنسى يوماً
اظلمت فيه الشمس
وانتحر القمر؟
فكيف أنسى يوماً
تحطمت القلوب
وتفتت الحجر
نعم ....
مرت الأيام بثقلها 
كأنها دهر 
لكن آثارها لم تندثر 


ساد الأرض الظلام
وماتت الالحان
بعد أن تقطع الوتر

ومنذ ذلك اليوم
وصبرنا يزداد صبر
والاماني فينا لن تموت
حتى يتأكد الخبر

كتبت في ذكرى فقدان اخي أثناء الحرب العراقية الإيرانية